سم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله
وبركاته الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام
على المبعوث رحمة للعالمين
و على آله و صحبه و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
اللهم استخدمنا ولا تستبدلنا يا رب العالمين
أما بعد
ان شاء الله تعالى
سنعيش مع هذه السلسله القيمه
مع فضيلة العلامه /محمد بن صالح العثيمين
والفوائد المترتبة على التقوى
دار القاسم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين. أما بعد:
فأيها الأخوة المؤمنون:إن وصية الله للأولين والآخرين من عباده هي:
تقواه سبحانه وتعالى، قال عز وجل:
وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللَّهَ
وَإِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ لِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ
وَكَانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا
[النساء:131
وهي أيضاً: وصية الرسول لأمته،
فعن أبي أمامة صُدى بن عجلان الباهلي
قال: سمعت رسول الله يخطب في حجة الوداع
فقال: { اتقوا ربكم وصلّوا خمسكم، وصوموا شهركم،
وأدّوا زكاة أموالكم، وأطيعوا أمراءكم، تدخلوا جنة ربكم }.
وكان إذا بعث أميراً على سرية أوصاه في خاصة نفسه
بتقوى الله وبمن معه من المسلمين خيراً.
ولم يزل السلف الصالح يتواصون بها في خطبهم،
ومكاتباتهم، ووصاياهم عند الوفاة.كتب عمر بن الخطاب إلى ابنه عبد الله:
( أما بعد... فإني أوصيك بتقوى الله عز وجل الذي لا بد لك
من لقائه، ولا منهى لك دونه، وهو يملك الدنيا والآخرة).
وكتب أحد الصالحين إلى أخ له في الله تعالى:
( أما بعد.. أوصي بتقوى الله الذي هو نجيك في سريرتك،
ورقيبك في علانيتك، فاجعل الله من بالك على كل حال في ليلك ونهارك،
وخف الله بقدر قربه منك وقدرته عليك، واعلم أنك بعينه،
لا تخرج من سلطانه إلى سلطان غيره، ولا من ملكه إلى ملك غيره،
فليعظم منه حذرك، وليكثر وجلك، والسلام).
ومعنىالتقوى:
أن يجعل العبد بينه وبين ما يخافه وقاية، تقيه منه.وتقوى العبد لربه:
أن يجعل بينه وبين ما يخشاه من غضبه
وسخطه وقاية تقيه من ذلك بفعل طاعته واجتناب معاصيه.
وإليك أخي الكريم: بعض عبارات سلفنا الصالح في توضيح
معنىالتقوى.
قال ابن عباس رضي الله عنهما:
( المتقون: الذين يحذرون من الله وعقوبته).وقال طلق بن حبيب:
التقوى
أن تعمل بطاعة الله على نور من الله، ترجو ثواب الله.
وأن تترك معصية الله على نور من الله، تخاف عقاب اللهوقال ابن مسعود
في قوله تعالى:
اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ [آل عمران:102]
قال: ( أن يُطاع فلا يُعصى، ويذكر فلا ينسى،
وأن يشكر فلا يكفر
(.فاحرص يا أخي الكريم على تقوى الله عز وجل فهو سبحانه
أهل أن يُخشى ويُجل، ويعظم في صدرك.وإليك بيان الفوائد المترتبة علىالتقوى
أولاً:
الفوائد المترتبة على التقوىفي الدنيا
1 - إنالتقوى: سبب لتيسير أمور الإنسان،
قال تعالى: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا
[الطلاق:،
وقال تعالى: فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى (5)
وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى
[الليل:5 -7]
2- إنالتقوى
: سبب لحماية الإنسان من ضرر الشيطان،
قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ
تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ
[الأعراف:201
3- إنالتقوى :
سبب لتفتيح البركات من السماء والأرض،
قال تعالى: وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا
عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ
[الأعراف:96
4- إنالتقوى:
سببٌ في توفيق العبد في الفصل بين الحق والباطل،
ومعرفة كل منهما
قال تعالى: يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً...
[الأنفال:29]،
وقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ
وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ
وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ
[الحديد:28
5 - إنالتقوى:
سبب للخروج من المأزق، وحصول الرزق،
والسعة للمتقي من حيث لا يحتسب،
قال تعالى: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا (2)
وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ
[الطلاق:3،2
6 - إنالتقوى:
سبب لنيل الولاية فأولياء الله هم المتقون كما
قال تعالى: إِنْ أَوْلِيَآؤُهُ إِلاَّ الْمُتَّقُونَ
[الأنفال:34]،
وقال تعالى: وإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ
وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ
[الجاثية:19].
7 - إنالتقوى:
سبب لعدم الخوف من ضرر وكيد الكافرين،
قال تعالى: وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا
[آل عمران:120
8 - إنها:
سبب لنزول المدد من السماء عند الشدائد،
ولقاء الأعداء،
قال تعالى: وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ
فَاتَّقُواْ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (123)
إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَن يَكْفِيكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُم
بِثَلاَثَةِ آلاَفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُنزَلِينَ (124)
بَلَى إِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَـذَا
يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلافٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُسَوِّمِينَ
[آل عمران:123-125
وبنزول المدد تكون البشرى، وتطمئن القلوب،
ويحصل النصر من العزيز الحكيم،
قال تعالى بعد ذلك: وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلاَّ بُشْرَى لَكُمْ
وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ
وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ
[آل عمران:126].
9 - إنالتقوى:
سبب لعدم العدوان وإئذاء عباد الله،
قال تعالى: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ
[المائدة:2]،
وقال تعالى في قصة مريم: فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا
فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا (17)
قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا
[مريم18،17
.10 - إنالتقوى:
سبب لتعظيم شعائر الله،
قال تعالى: وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ
[الحج:32
11 - إنها سبب:
لصلاح الأعمال وقبولها، ومغفرة الذنوب،
قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا
(70)
يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
[الأحزاب:71،70
.12 - إنالتقوى:
سبب لغض الصوت عند رسول الله ،
وسواء كان ذلك في حياته، أو بعد وفاته في قبره
قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ
أُوْلَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى
[الحجرات:2
والى اللقاء فى الحلقه القادمة من التقوى