عادات المعلم الناجح

بسم الله الرحمن الرحيم

أي إنسان عاقل نجده يبحر في هذه الحياة وهو يريد شيء واحداً وهو ( السعادة )
. بغض النظر عن طبيعة العمل فالنتيجة المرجوة والنهائية ( السعادة ) .
ونحن هنا في مجالنا التربوي نسعى للسعادة لأنه هدف العقلاء والناجحون فقط .
وإن اتفقنا بأن السعادة هدف لنا فما هو المفتاح أو الطريق لهذه السعادة ؟

بدون شك النجاح بعد توفيق الله تعالى .
وبذلك نصل للحقيقة وهي وكيف ننجح ؟ أو ما هي الوسيلة لهذا النجاح ؟

إنها خطوات يسيرة وسهلة لا تُكلف كثيراً من الجهد .

أولاً :
السعي للتميز , حتى ينتقل هذا التميز للسلوك لقوله تعالى (( إنهم كانوا
يسارعون في الخيرات ))
وقال صلى الله عليه وسلم (( أقربكم مني يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً ))


ثانياً /
تحديد الأهداف ,حدد ماذا تريد من عملك الذي سوف تحاسب عليه ( فلن يحاسبك
المدير . أو مدير التعليم . أو الوزير . أو ولي الأمر ) . بل هو رب غفور
رحيم شديد العقاب . لذلك قِف مع نفسك وحدد هدف عملك لقوله تعالى (( فمن
يعمل مثال ذرةٍ خيراً يرهُ ــــ ومن يعمل مثقال ذرةٍ شراً يرهُ )) . فيا
ترى عندما عاقبت ذلك الطالب هل كان العقاب على قدر السلوك ؟ بل هل كان
العقاب مناسباً لذلك السلوك أم أنه تفريغ لزعل وشحنات لديك ليس للطالب ذنب
فيها ؟ وهل عملت خطوات تربوية مسبقة ومكررة مع الطالب قبل الانتهاء بأخر
الدواء وهو الكي ؟
ثالثاً :
ترتيب الأولويات , هل تدرجت مع الطلاب في تقديم المعلومة من السهل للصعب ؟
ومن المعلوم للمبهم حتى يتمكنون من التدرج معك ؟
هل جعلت دوامك للعمل فقط أم كانت أعذارك كثيرة ومختلقة للخروج ؟ وبالتالي
اختلطت عليك الأولويات وأصبحت مضطرب في عملك وأضطرب معك طلابك ؟ ولاتنسى (
أن لله عملاً بالنهار لا يقبله بالليل , وعملاً بالليل لايقبله بالنهار )
فكن ناجحاً من خلال معرفة أولوياتك ونفذها بدقه تنجح بعون الله .
رابعاً :
التخطيط , خطط للنجاح من خلال تدوين وكتابة خطط دروسك وخذ بالأسباب كما قال
الرسول صلى الله عليه وسلم (( اعقلها وتوكل )) .
خامساً :
التركيز , ركز وركز وركز في عملك تحصل على النجاح . فالإبداع لا يأتي إلا
بفضل الله ثم بالتركيز في العمل كما قال تعالى (( قد أفلح المؤمنون ـــ
الذين هم في صلاتهم خاشعون )) .

سادساً :
إدارة الوقت , فكل دقيقة وأنت في المدرسة ستحاسب عليها وعلى طريقة تمضيتها .
فقد قال الله تعالى (( والعصر إن الإنسان لفي خسر )) . فأجعل دوامك كله
للطالب لأننا نأكل ونكسب بإذن الله ثم بسبب هؤلاء الطلاب فلو لم يكن هناك
طالب في المدرسة لكنا أنا وأنت في بيتنا نضرب يداً بيد .
سابعاً :
جهاد النفس على النجاح والتعب من أجل الطالب فقد يأتي إليك الشيطان أو
مخلوق شيطاني في جلد إنسان ويوهمك أنه عليك تمضية وقت الحصة فقط وليس عليك
أن تتعب في إفهامهم المهم هو استلام راتبك .
والله ليس لهذا نحن نعمل بل لنعلم الناس الخير . وليس من السهولة أن نجني
النتائج . فنحتاج للمجاهدة والتركيز في تقديم المعلومة كما قال تعالى ((
والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سُبُلَنا )) .
ثامناً :
البراعة الاتصالية , كن متصلاً ناعماً شفافاً في خلقك لقوله تعالى (( ولو
كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك )) .

تاسعاً :
التفكير الايجابي , مهما يكن في الناس من سلبيات فالجميع لديه أيضاً
إيجابيات . وليس في هذا الكون من شخص كامل بدون عيوب فكيف بالطلاب الذين هم
أطفال أو قليلو الخبرات وما زاول يتعلمون فنون التعامل والأدب وتأكد أنهم
يتعلمون مني ومنك . لذلك لنصبر في تربيتهم لقوله تعالى (( والعافين عن
الناس والله يحب المحسنين )) .
عاشراً :
التوازن , لا يسحرك العمل التربوي عن الاهتمام بنفسك وبعائلتك . فنجد
كثيراً من المعلمين الناجحين يدفعون مبالغاً كثيرة في اكتمال عملهم وهذا
جيد كشعور بالانتماء . فماذا عن أولادك ونفسك . والبعض يقدم تضحيات ليست
مالية إنما يقدم وقته وجهده ويتأخر في العمل حتى ما بعد انتهاء الدوام .
فماذا قدمت لحياتك وعائلتك ؟ فقال تعالى (( والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا
ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما)) وقال صلى الله عليه وسلم (( إن لبدنك عليك
حقا)) وقال عليه الصلاة السلام (( سددوا وقاربوا وابشروا )) . فالتوازن
دليل العقلاء وطريق النجاح وعرش السعادة .


__________________